مجموعة بريكس موضوع هو حديث الساعة لدى معظم شعوب الدول العربية وبالتحديد مصر، السعودية، الامارات وذلك باختلاف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية في صورة تساؤلات مثل:
- ما هي مجموعة بريكس؟
- وما هي أهداف بريكس؟
- وعلى أي أساس تُختار أعضاء بريكس؟ وما هو الغرض من قبول أعضاء جدد؟
- ما هو معيار قبول هؤلاء الأعضاء ورفض دول أخرى؟
ويبقى السؤال الأهم لدى الشعب المصري وهو ماذا سوف تستفيد مصر من عضوية مجموعة بريكس؟ وهل ستنعكس تلك الإستفادة على المواطن أم لا؟ وهل ستبقى تلك الإستفادة أرقام تنموية لا علاقة لها بحياة المواطن؟
في البداية نقول أن مجموعة بريكس، قد أعلنت على لسان رئيس دولة جنوب إفريقيا بوصفه رئيس الدولة المستضيفة ختام اجتماعات مجموعة بريكس 2023 دعوة ست دول هي (مصر، السعودية، الإمارات، إيران، الأرجنتين، إثيوبيا) للإنضمام رسمياً إلى مجموعة بريكس إعتباراً من يناير 2024
فما هي مجموعة بريكس الاقتصادية BRICS ؟
مصطلح بريكس هو الحروف الأولى من أسماء الدول الأعضاء الحاليين في تلك المجموعة حتى الآن وهى:
- Brazil – البرازيل
- Russia – روسيا
- India – الهند
- China – الصين
- South Africa – جنوب افريقيا
ومن المتوقع تعديل أسم تلك المجموعة مستقبلاً إلى (بريكس بلس) بعد إنضمام الدول الست وهي (مصر، السعودية، الإمارات، إيران، الأرجنتين، إثيوبيا) رسمياً إلى مجموعة بريكس إعتباراً من يناير 2024.
والآن لنرجع بطريقة السينما فلاش باك لنتعرف على مجموعة بريكس عن قرب وتاريخ تكوينها عن قرب
- في عام 2001 قام كبير الخبراء الاقتصاديين لدى مؤسسة جولدمان ساكس بصياغة مصطلح بريك وأطلقه على الأسواق الناشئة في الدول الأربعة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين). والتي جمعتهم صفة مشتركة حينذاك ألا وهى إرتفاع حصة تلك البلدان من الناتج المحلى العالمى بسرعة من نسبة 16% إلى 22%.
كما أصبح أدائها الإقتصادى فوق المتوسط وتأكد ذلك لاحقاً أثناء فترة الركود اٌلإقتصادى العالمى. (راجع مقالة الركود والتضخم)
- في عام 2006 اجتمع وزراء الخارجية للدول الأربع بمدينة نيويورك بأمريكا ثم أعقبها سلسلة من الاجتماعات المكثفة ذات المستوى الرفيع.
- في عام 2008 وأثناء انعقاد قمة الدول الثمانية الكبرى التقى كل من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الرئيس الصينى هوجين تاوو، رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وأتفق هؤلاء الزعماء على تكثيف التنسيق والتشاور بينهم في القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها حل مشكلات سلاسل إمداد الغذاء والقضايا الإقتصادية وصولاً إلى التنسيق لإنشاء نظام مالى عالمى جديد.
- في عام 2009 في دولة روسيا عقدت أول قمة لمجموعة بريكس وكانت لا تزال تحمل أسم بريك قبل انضمام جنوب إفريقيا عام 2010 .حيث تم الإعلان رسمياً عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
أهمية مجموعة بريكس وتأثيرها في الاقتصاد العالمي
- أن الدول الأعضاء في BRICS لا يربط بينها تحالف سياسى ولكن يشملها ويجمعها تحالف اقتصادي. وذلك بهدف تشكيل تكتل اقتصادي متين يتمتع بالاستقلالية خارج أطار التكتلات الاقتصادية التقليدية القائمة بالفعل
- وللدلالة على قوة وتأثير الدول الأعضاء في مجموعة بريكس الحاليين يمثل إقتصاد مجموعة بريكس أكثر من 31.5% من الناتج المحلى العالمى مقابل 30.7% للدول السبع الصناعية الغربية الكبرى (راجع مقالة الناتج المحلى الإجمالى)
- كما يبلغ حجم النواتج المحلية الإجمالية للدول الأعضاء في بريكس 56.65 تريليون دولار أي حوالي 26% من الاقتصاد العالمى.
- كما يمثل عدد سكانها 40% من عدد سكان العالم.
- تسيطر مجموعة بريكس على 27% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية بمساحة تبلغ 40 مليون كيلو متر مربع.
- ويبلغ عدد السكان 42% من عدد سكان العالم بعدد 3.2 مليار نسمة مقابل 800 مليون نسمة للدول السبع الصناعية الكبرى.
- وتضم BRICS ثلاث قوى نووية هي الصين والهند وروسيا.
- تضم بريكس ثلاثة من أقوى الجيوش في العالم هي روسيا والصين والهند.
- كما أن الصين وحدها تمتلك إقتصاد يتفوق بمفرده على 6 من سبعة دول بمجموعة الدول السبع الصناعية الغربية الكبرى وهى إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، كندا، اليابان.
أهداف منظمة BRICS
نتيجة لاختلال النظام المالى العالمى وقيام الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بإحتكاره وتوجيهه لتحقيق مصالحها وذلك دون النظر للآثار السلبية على بقية الدول وخاصة الدول ذات الاقتصادات النامية أو الناشئة.
فقد سعت دول BRICS على القيام بعدة خطوات وترتيبات بديلة تحقق مصالح أعضائها وتحد من إختلال النظام المالى العالمى الحالي. كما شرعت دول تحالف بريكس في إتخاذ خطوات طموحة لتصبح مجموعة بريكس بديلاً جيوسياسى للمجموعات الاقتصادية الغربية مثل مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7)
وتتمثل تلك الخطوات فى:
- بدأت دول مجموعة بريكس في مشروعات طموحة تستهدف البنية التحتية مما يعكس الرؤية الاقتصادية لقياداتها وحكوماتها نحو تحقيق التنمية المستدامة مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية والتي تهدف لإنشاء شبكة مواصلات وبنية تحتية هائلة ومتطورة واسعة النطاق تربط قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.
- قامت الهند بالتخطيط ودراسة إنشاء 100 مدينة ذكية تربط بينها شبكات عملاقة للقطارات السريعة.
- بينما قامت روسيا بالسعي والاتجاه للشرق الأقصى الروسي لتجعل منه جسر اقتصادي يربط آسيا وأوروبا عبر إنشاء مناطق اقتصادية متقدمة.
- فيما أقدمت البرازيل وجنوب إفريقيا على التوسع الزراعى مقابل النهوض الصناعي الحقيقي القائم على التصنيع المحلي للمنتجات الزراعية.
- تتجه BRICS لإنشاء عملة بديلة للدولار ويكون الإحتياطى لتلك العملة ليس محصوراً على الذهب فقط ولكن يشمل أيضاً مصادر أخرى مثل العناصر المعدنية الأرضية الثمينة والنادرة. ومن المخطط له أيضاً إنشاء صندوق احتياطي بمبلغ 100 مليار دولار ومقره مدينة شنغهاى بالصين يطلق عليه (CRA)
والهدف منه توفير الحماية والتأمين اللازمين لمجابهة الوضع الإقتصادى المتقلب وضغوط السيولة الدولية التي تتعرض لها العملات الوطنية للدول الأعضاء وبالفعل قامت البرازيل والصين بالاتفاق على التبادل التجارى بينهما بإستخدام عملاتهما الوطنية متجاوزين بذلك هيمنة الدولار وحذت حذوهما دول أخرى مثل روسيا والهند وبنجلاديش كما دعت دول الآسيان إلى إيجاد بدائل للدولار
عام 2008
- في قمة 2008 بدأت BRICS مناقشات تتعلق بإجراءات الهيكلة الاقتصادية وعلى رأسها إنشاء بنك تنمية جديد يطلق عليه بنك تنمية بريكس يكون بديلاً لكل من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى برأسمال 50 مليار دولار يطلق عليه (NDB) ومن مهام هذا البنك توفير التمويل لمشروعات البنية التحتية لتحقيق التنمية المستدامة.
- جرى الاتفاق في قمة بريكس المنعقدة في عام 2015 على إنشاء نظام دفع مالي بديل لنظام سويفت الحالي، واعتماد أنظمة دفع أخرى بديلة تعتمد على على العملات الوطنية لتوفير قدرة كبيرة من الاستقلالية بهدف توفير عوامل النجاح المؤكدة.
وقد بادر البنك المركزى الروسى مشاورات فعلية مع بقية الأعضاء في المجموعة لوضع أسس تفعيل هذا النظام البديل مستبقاً فيما يبدو إجراءات الدول الغربية العقابية ضد روسيا رداً على قيامها بغزو أوكرانيا عام 2022 حيث تم إخراج روسيا من نظام سويفت العالمى وقد قامت الصين بالفعل في تطوير الدفع الخاص بها وتم تطويره ليصبح نظام دفع بين البنوك عابر للحدود ويطلق عليه نظام (CIPS).
والآن نصل إلى شروط الإنضمام إلى مجموعة بريكس
- تمتع الدول المرشحة للإنضمام الى BRICS بالاستقرار السياسى.
- قدرة تلك الدول على تحقيق نمو اقتصادي سريع يتماشى مع أطروحات مجموعة بريكس.
- أن تتمتع إقتصاديات تلك الدول المرشحة باقتصاديات رئيسية وأساسية في محيطها الجغرافى.
- شرط وجود علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع الدول الأعضاء.
وفي الختام،
أود أن أنوه أن الحديث عن مجموعة بريكس بكافة جوانبها يحتاج إلى ثلاثة مقالات على الأقل. ولذلك أشير إلى وجود مقالتين أخريين عن مجموعة بريكس في وقت لاحق وذلك حتى نستطيع تناول هذا الموضوع من كافة جوانبه وحتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ
وأود أن أنقل تحياتي لك ولكل مما يمدوننا بإقتراحاتهم وملاحظاتهم حول مقالتنا المتعددة، فهم بحق معينا الذى لا ينضب و وقودنا الذى لا ينفذ للاستمرار بالعطاء.