في عالمنا اليوم استحوذت الهواتف المحمولة بأنواعها المختلفة وإمكانياتها المتباينة على إهتمام الناس على اختلاف فئاتهم وأعمارهم وجنسياتهم. وذلك يرجع للأهمية الفائقة والإمكانيات والبرامج التي تقدمها تلك الهواتف فهي على النقيض من الأجيال السابقة من الهواتف السلكية وهواتف السيارات.
حيث أنها تقدم برامج وتطبيقات تشمل جميع نواحي حياتنا تقريباً وآخرها قدرتها على سداد المدفوعات الحكومية ومنها أيضاً القيام بجميع المعاملات البنكية عن طريق تطبيقات مثل (Online Banking).
ونظراً لتلك الأهمية الإستثنائية للهواتف المحمولة أفردنا تلك المقالة والتي حرصنا فيها على عرض أضرار الهاتف وفوائده في عرض شيق وأسلوب سهل فهيا بنا.
أولاً/ الإيجابيات العديدة التي توفرها لنا الهواتف المحمولة تجعل حياتنا أكثر سلاسة:-
1- زيادة حصيلتنا من المعرفة والعلوم التي نحتاجها بصورة لحظية ومن مصادر متعددة:
وفرت الهواتف المحمولة منابع لا تنضب لكافة العلوم والمعارف الإنسانية بصورة أكثر سهولة وأقل تكلفة وفى اللحظة التي نحتاج لتلك العلوم والمعارف. ويحسب لتلك الهواتف أنها قلصت الإعتماد على الطرق التقليدية مثل الكتب والمجلات والجرائد.
فيمكن حالياً لأى أنسان الوصول إلى أي معلومة في أي مكان أو زمان من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وذلك بفضل المتصفحات المتعددة المتاحة عبر الإنترنت كما يمكنه أيضاً التأكد بما لا يدع مجالاً للشك من مصداقية وصحة تلك المعلومة.
يمكنك ايضا قراءة مقالة: افضل مواقع ذكاء اصطناعي مجانية في 10 نقاط
2- القيام بجميع العمليات المصرفية أو البنكية:
مثلما أسلفنا القول في المقدمة التمهيدية فإن التطبيقات مثل تطبيق (Online Banking) تتيح لأي شخص إجراء التعاملات البنكية التي يحتاجها في مكانه سواء كان بيته أو عمله أو حتى كان في إجازة وذلك دون أي يضطر للتوجه لفروع البنك وكل ما يحتاجه فقط هو هاتف محمول به إتصال بشبكة الإنترنت وتشمل تلك الخدمات التي يستطيع إنجازها:
- عمليات الإيداع وتحويل الأموال.
- سداد أي مستحقات سواء للأفراد أو الجهات الحكومية.
- البقاء على إطلاع مستمر بعمليات التداول في سوق الأوراق المالية ومؤشاتها (البورصة).
- متابعة رصيد حساباته ومعرفة أي تعاملات عليها في وقت حدوثها والحصول على كشف الحساب وقتما يشاء.
3- القدرة على عقد اجتماعات مع فريق العمل أو مع العملاء:
يمكننا عن طريق تطبيقات مثل (Zoom) عقد إجتماعات مع فريق العمل أو المساعدين أو مجالس الإدارات أو حتى العملاء موفرة بذلك وقتاً كبيراً وجهداً مضنياً كان يستلزمه عقد تلك الاجتماعات وخاصة في الشركات الكبرى التي لا يمكن جمع مسئوليها في وقت ومكان واحد بسهولة نظراً لإنتشار فروعها.
كما تتيح التطبيقات المتاحة على الهواتف المحمولة سرعة إنجاز العمل وجدولتها وحسن استغلال الوقت بحيث تمكن الشخص من العمل في أجواء أكثر إيجابية تؤدى لزيادة الإنتاجية وتعفيه من ضياع وقته وجهده.
4- الحصول بسهولة على خدمات الطوارئ:
من منا لم يتعرض لمواقف طارئة تضطره لطلب الإغاثة العاجلة من (المطافئ، الشرطة، الإسعاف، طوارئ الطرق). فبفضل تلك الهواتف المحمولة تمكنا من الحصول على الإستجابة السريعة والعاجلة والتي أنقذتنا من مصائر لا يعلمها إلا الله.
كما يمكننا عن طريقها معرفة الطريق الصحيح في حالة ضللنا الطريق أو المعاونة في حالة تعطل سيارتنا. فيمكنك عزيزي القارئ تخيل لو لم يوجد في أيدينا هاتفنا المحمول في وقت الأزمات الطارئة كيف كان يمكن إنقاذها.
5- جعل حياتنا أكثر متعة:
تقدم هواتفنا المحمولة الكثير من وسائل المتعة والترفيه والتسلية والألعاب المناسبة لجميع الأعمار والشخصيات ومستوى الذكاء والتعليم. كما تُمكنا من مشاهدة أفلامنا المفضلة والأغانى والفيديوهات بالإضافة إلى إشباع نهمنا إلى قراءة الكتب والمجلات والجرائد الإلكترونية.
- يمكن عن طريقها الإطمئنان على أولادنا على مدار الساعة:
تقدم لنا هواتفنا المحمولة مزايا نافعة ومنها أنه يمكننا الاطمئنان والتواصل مع الأسرة ومعرفة أحوالهم وسرعة الوصول إليهم في حالة حدوث أى طارئ مما يجعلنا مطمئنين في أعمالنا وخاصة في حالة كبار السن والمرضى والأطفال.
6- جعل التعاملات في حياتنا اليومية أكثر سهولة ويسر:
تلعب هواتفنا المحمولة دور المساعد الشخصى في تنظيم وتسهيل معاملتنا التي نحتاجها بصورة يومية أو شهرية. فهي من ناحية تساعدنا في إنجاز أعمالنا و إحاطتنا بالأخبار الجديدة كما أنها تجعلنا على تواصل دائم ببيئتنا والمحيطين بنا ومن هذه الخدمات:
- سداد ودفع المصروفات والفواتير.
- حجز سيارات عن طريق تطبيقات متعددة.
- القدرة على تحديد المواقع والاتجاهات الصحيحة عن طريق تطبيق GPS.
- مساعدتنا على تنظيم أوقاتنا عن طريق تطبيقات مثل التذكير بالمواعيد أو الإجتماعات
عن طريق برامج مثل GOOGLE MEET.
7- سهولة عملية التعليم عن بعد:
أثناء إجتياح وباء كورونا للعالم وما صاحبه من إجراءات إغلاق مشددة ظهرت الحاجة لوسائل التعليم عن بعد والتي قامت بها هواتفنا المحمولة بكل كفاءة وإقتدار منقذة بذلك آلاف الأرواح التي كانت ستصاب بهذا الوباء فيما لو اضطررنا في حالة طول أمد هذا الوباء بالسماح بعودة الدراسة بشكلها الطبيعى.
كما أن تلك الهواتف المحمولة وفرت بشكل فعال مزايا أخرى منها:
- إمكانية الدراسة بنظام التعليم الذكي (التعليم عن بعد) في أي مكان في العالم دون أن يشكل المكان أي عائق.
- توفر تطبيقات ذات طابع تعليمى متعددة.
- ساهمت بشكل فعال في رفع المستوى التعليمي والمعرفي والثقافي للطلاب والناس بصفة عامة
- إبقاء الطلاب على تواصل دائم مع مدارسهم ومعلميهم مما ساهم في زيادة التفاعل والتقارب فيما بينهم.
وبالرغم من تلك المزايا التي تقدمها لنا الهواتف المحمولة والتي لا نستطيع إنكارها فإن لها بعض من السلبيات أو الأضرار على الأشخاص ومن تلك السلبيات ما يلى:-
1- التأثير السلبى على صحة الناس وخاصة الأطفال والحوامل.
يسبب الإفراط في إستخدام الهواتف المحمولة عدداً لا بأس به من الأضرار الصحية للبشر ومنها على سبيل المثال:
- ضعف النظر نتيجة جفاف العين من فرط الإجهاد الذى ينتج عن النظر لفترات طويلة لشاشة التليفون المحمول.
- تشتيت الانتباه ويمكن أن تشتت الهواتف المحمولة الانتباه. يمكن أن يتحقق الأشخاص من هواتفهم أثناء القيادة، أو أثناء العمل، أو أثناء الدراسة. يمكن أن يؤدي هذا إلى وقوع حوادث، أو إلى انخفاض الأداء في العمل أو المدرسة.
- تسبب الأشعة المنبعثة من شاشة الهاتف المحمول إضطرابات النوم والإصابة بالأرق مما يؤثر سلبياً على خلايا المخ والتركيز وإختلال العمليات الحيوية.
- ومن الشائع أيضاً إصابة مستخدمي الهواتف المحمولة بالإنزلاق الغضروفى سواء في الفقرات العنقية نتيجة تصلب فقرات الرقبة وإمالة الرأس للأمام أو الغضروف القطنى نتيجة الجلوس لفترات طويلة بطريقة غير صحية وكذلك الصداع وآلام الكتفين.
2- التأثير السلبى على الروابط العائلية والأسرية:
أثرت الهواتف المحمولة على الروابط الأسرية والعائلية بصورة سلبية نظراً لانشغال كل فرد من أفراد الأسرة بهاتفه على حساب علاقته بأسرته أو عائلته.
وتستطيع أن تتبين من ذلك بأنك تلاحظ أثناء التواجد مع الأسرة أو في العمل أو حتى الإجتماعات تلاحظ إنشغال كل فرد بعالمه الخاص على هاتفه المحمول.
3- ضياع الأموال والمدخرات من جراء اللهاث وراء الهواتف المحمولة الأحدث.
يلهث معظم الناس وخاصة من محدثى الثراء أو محدودي التعليم وراء إقتناء الهواتف الأكثر حداثة والأغلى ثمناً طمعاً منهم في اكتساب مظهر الأثرياء.
انصحك بقراءة مقالة: كيف يمكن للتفكير الإيجابي تحسين جودة حياتك.
وفي الختام: وبعد كل ما عرضناه لك عزيزى القارئ ومعرفة ايجابيات وسلبيات استخدام الهاتف المحمول فما رأيك:
هل كان العالم أكثر إنسانية وتواصلاً ورحمة قبل ظهور الهواتف المحمولة أم بعد ظهورها؟
وما هي اقتراحاتك لترشيد الإستخدامات المفرطة لتلك الهواتف للإستفادة منها والابتعاد عن سلبياتها؟
بالطبع قبل ضهور الهواتف المحمولة.