You are currently viewing الذكاء الاصطناعي | كل ماتريد معرفته وأهم مراحل تطوره

لا شك أن مصطلح الذكاء الاصطناعي او مايعرف بـ AI وهو اختصار Artificial intelligence لقد أصبح من المصطلحات المتداولة على مدار الساعة، كما أنه يتمتع بحضور عالى ويلقى رواجاً وشغفاً مُنقطع النظير.

فقد تغلغل هذا المصطلح، ليدخل جميع جوانب حياتنا وأيضاً يلقى إهتماماً خاصتاً من قطاعات الشباب مستخدمى شبكة الإنترنت. في مجالات متعددة مثل الموسيقى والكاميرات الذكية وصناعة المحتوى كما أنه قام بعمل السائق الآلي في السيارات الحديثة.

واسمح لى عزيزي القارئ قبل أن أدخل في تعريف الذكاء الاصطناعي وصُلب موضوع مقالتنا. والتي أيضا خصصتها لتناول الذكاء الاصطناعي من كافة جوانبه. ولذلك احب أن أطمئنك بأن في تلك المقالة، سعيت جاهداً لأن تكون بها إجابات للأسئلة التي تدور بعقولنا جميعاً عن الذكاء الإصطناعى (تعريفه أنواعه ومجالاته وآليات عمله وتشغيله)

ما هو الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence ؟

باختصار شديد، هي قدرة الآلة على تقليد ذكاء البشر في تنفيذ المهام. وهو مصطلح شامل يحتوي على كافة التقنيات والبرمجيات التي ترتقى بذكاء الآلات لحد محاكاة الذكاء الإنسانى في كافة المجالات. كما انها تُمكن الآلة من محاكاة البشر في سلوكهم.

فعندما يبدأ البشر بالشعور والإحساس بالأحداث الجارية في محيطهم. ثم يقومون بناءً على ذلك باتخاذ ردود أفعال وقرارات مناسبة لتلك المُعطيات. والشيء نفسه ينطبق على الآلات من نوعية الأجهزة الذكية التي تم تزويدها مسبقاً، ببرامج متطورة وبتقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن ثمَ اكتسبت تلك الآلات القدرة على الإتيان بردود فعل مشابهة بردود أفعال البشرية.

ومن الناحية الاكاديمية، يُعد الذكاء الاصطناعي فرع تخصصي يتبع علوم الحاسب. كما يعتمد على مجموعة من الاساليب الاساسية في تطبيقة مثل التعلم الالي (Machine Learning) و التعلم العميق (Deep Learning). وبفضل هذه الاساليب شهد قطاع صناعة التكنولوجيا تطوراً كبيرأ.

ماهو الذكاء الاصطناعي - منصة تنقيب

ما هو علم الذكاء الاصطناعي؟

علم الذكاء الإصطناعى هو بمثابة العلم الذي يوفر قدرة الذكاء للآلات الرقمية. من أجل تأدية مهام ووظائف ترتبط بعمل الكائنات الذكية. وذلك باستخدام خوارزميات محددة ثم يبدأ بتحليل تلك المعلومات ليستخدمها في توليد أفكار جديدة. وينطبق ذلك التعريف على كافة المهام العقلية البشرية مثل (التفكير، واكتساب الخبرات من التجارب، واكتشاف المعاني).

ويوفر ذلك العلم تطبيقات متعددة تُبرهن على الأهمية الفائقة والمستقبل الرحب الواعد لعلم الذكاء الاصطناعي عن طريق الأجهزة الرقمية. منها (التشخيص الطبي، التفوق على أبطال العالم في لعبة الشطرنج، محركات البحث على الشبكة العنكبوتية، التعرف الدقيق على بصمة الصوت، إيجاد البرهان للنظريات الرياضية مهما بلغ من تعقيدها)

الفرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

حسناً، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن تعلم الآلة او مايعرف بالـ ML وهو اختصار Machine Learning ما هو إلا فرع من فروع الذكاء الاصطناعي. وهو علم يهتم بإكتساب الآلات قدرة متطورة تجعلها قادرة على التفكير المنطقى.

بمعنى اخر، تستطيع الآلة وعن طريق الخوارزميات ان تتعلم تلقائياً من نفسها. وذلك من خلال البيانات الضخمة التي تم ادخلها مسبقاً. وبعد المرور بمراحل من التكرار والمحاولات والتجربة، تتعلم الاَلة من نفسها. دون أن يقوم أحد ببرمجتها مرة اخرى وذلك من أجل الوصول إلى أنماط ونتائج محدده مثالية.

وهذا يشبه النظام البشري الى حد كبير، حيث نقوم بأكتساب المعرفة والتعلم من خلال التكرار والمحاولات والكثير من التجارب.

ولكن كيف يتم هذا مع الآلات التي صنعها الإنسان؟

في الماضى، كان من المعتاد أن نقوم بإعداد البرامج المناسبة لعمل الآلات التقليدية. ثم نقوم بعمل القواعد الصارمة التي تتحكم في ردود أفعال تلك الآلات، وذلك وفقاً للتعليمات التي سبق برمجتها في شكل برنامج محدد.

ولكننا وعبر وسائل التعلم الآلى المستحدثة تتمكن تلك الآلات ومن خلال التطور الذاتى مواصلة التفكير المنطقي من خلال إستنباط القرارات المناسبة بل ويمكن استنتاج الافكار الجديده من خلالها وذلك بواسطة القياس المنطقي للبيانات التي تم تغذيتها بها مسبقاً في ظل ظروف مشابهة.

الهدف من الذكاء الاصطناعي - لماذا ظهر الذكاء الاصطناعي؟

يُعد الهدف الرئيسي من استخدام الذكاء الإصطناعي والاعتماد علية، هو الوصول إلى أكبر قدر ممكن من النتائج الناجحة والحلول المثالية في جميع العمليات المعقدة و الروتينية. ويتم كل ذلك في أسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف والخسائر وبصورة الية بحتة. مما يساهم في تحسين الحياه بصفه عامة للبشرية ومساعدة وخدمة الانسان في الكثير من المجالات.

كما يُمكن للذكاء الاصطناعي الفهم والتعامل مع اشياء لا يستطيع الانسان العادي التعامل معها ومن اهمها فهم وتحليل البيانات الضخمة والتعامل معها. وايضاً يُمكن أن تُصنع الآت تقوم بمهام ليست بسهلة على قدرة الانسان جسدياً في تنفيذها.

ويسود الاعتقاد بين الناس، أن الذكاء الإصطناعي هو علم حديث النشأة، وفي الواقع أن الذكاء الإصطناعى علم ضارب بجذوره في الماضى. وبالتحديد أن الإنسان بدأ في تداول مصطلحاته منذ مايقرب من مائة عام كما سنرى من خلال سياق الأحداث التاريخية فيما يلى:-

تاريخ الذكاء الاصطناعي

مراحل متعددة مر بها الذكاء الإصطناعى. منذ أن دار بفكر البشرية إمكانية الوصول لهذا العلم، ووضع قواعد لها وتنظيم آليات لاستخدامه. ولذلك رأينا أنه من الأهمية أن نعطيك فكرة عامة عن أطوار تطور مفهوم الذكاء الإصطناعى على مر السنوات. وذلك من خلال الموجز التالي لتلك الأحداث:-

ومن وجهة نظري المتواضعة عزيزي القارئ أُفضل أن أقسم تاريخ تطور الذكاء الاصطناعي الى مرحلتين تاريخياً حتى يسهُل علينا متابعة الاحداث.

تاريخ الذكاء الاصطناعي مُنذ النشأة حتى أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر:

  •  بدأ مبكراً، الذكاء الإصطناعى في أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في سنة 1940 من خلال مدرسة فكرية يطلق عليها المدرسة الاتصالية ورائدها الشهير (Alan Turing). والذي يعتبر بحق رائد علم الذكاء الاصطناعي لأنه اول من أنار شمعة في درب هذا العلم.
  • في سنة 1950، قام العالم (Alan Turing) بنشر ورقة بحثية بعنوان (الآلات الحاسوبية والذكاء) ومن هُنا كانت البداية الحقيقة للحديث عن العلاقة بين الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي رغم عدم ذكر هذا المصطلح (الذكاء الاصطناعي) بعينة داخل الورقة البحثية. وكان البحث يدور حول عمل اختبار يستطيع من خلالة تحديد قدرة الآلة على التفكير.
  • ثم في سنة 1956، تم عقد أول مؤتمر في تاريخ البشرية للتحدث عن مصطلح ومفهوم الذكاء الاصطناعي حيث يُعد هذا التاريخ هو وقت الظهور الرسمي للمُصطلح. بجامعة دارتموث بالولايات المتحدة الامريكية من خلال مجموعة من الباحثين ومُنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بالمصطلح والفكرة.
  • بعدها في عام 1957، قام أحد العلماء بتقدم مشروع بحثى أولي عن آلة تستطيع التفكير بفكر يُحاكى الفكر البشرى تقريباً. وذلك عن طريق تقديم نموذج أولي يُحاكي الدماغ البشرية، او طريقة عمل مخ الانسان. به شبكة كهربائية متشابكة مماثلة للخلايا العصبية، ويمر خلالها تيار كهربائي يُحاكي النبضات العصبية التي تتحكم في تشغيل وإيقاف عمل خلايا المخ البشرى. والذى يتحكم بدوره في جميع وظائف الجسم. وكان تلك النماذج بمثابة شروق الشمس على علم الذكاء الاصطناعي، حيث أنارت الطريق ومهدته أمام خطوات لاحقة أكثر تقدماً كما سنرى فيما يلى.
  • ثم في سنة 1965، تم تقديم أول برنامج يقوم بالتحدث مع البشر. ولكن البرنامج ليست بالكفاءة العالية المطلوبة, وبعدها في عام 1966 تم تقديم أول روبوت في العالم يعمل بالذكاء الاصطناعي ولكنه ايضاً ليس بالجودة الكافية وكل ذلك يرجع الى قلة امكانيات مكونات الحواسيب وقتها.
  • إلا أن جذوة البحث العلمي في علم الذكاء الاصطناعي قد خبت لفترة طويلة بعد ذلك. لعوامل عديدة منها محدودية قدرة الحاسب الآلي وقلة السعات التخزينية وقتها وتدني السرعات. والجدير بالذكر هُنا أن في هذا التوقيت مُعدل تطوير الحواسيب كان أبطأ من تطور علم الذكاء الاصطناعي. وظل هذا البطء في ما تبقي من الستينيات والسبعينيات.

تاريخ الذكاء الاصطناعي من أوائل الثمانينات حتى وقت كتابة هذة المقاله:

  • وأطلت الثمانينيات، من القرن الماضى لتحمل معها بُشرى استئناف البحوث العلمية في علم الذكاء الاصطناعي. وكانت كلاً من أمريكا وإنجلترا سباقين في هذا المجال وبالتحديد في مشروع الجيل الخامس بتكنولوجيا علوم الحاسب الآلي.
  • ولم تكد تأتي التسعينيات، حتى حدث تحول جذري في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت إلى مجال (الوكيل الذكي). وبالتحديد في عام 1997 أعلنت شركة IBM عن جهاز كمبيوتر يستطيع هزيمة بطل العالم في الشطرنج. وبالفعل وبعد اقامة المباراة انهزم بطل العالم (كاسباروف) والمُصنف والمُلقب باسطورة الشطرنج في هذا الوقت، من الذكاء الاصطناعي.
    وهو ما فتح الباب على مصراعيه لدخول ذلك العلم إلى كافة نواحى الحياة تقريباً. مثل التسوق عبر شبكة الإنترنت، التصفح، الأخبار، التعليم عن بعد، الربط المعلوماتي الدولى والذى حول العالم لقرية صغيرة)
  • ونظراً للنتائج المذهلة والتي أسفرت عنها تجارب استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى. فإن الباحثين عاكفين على البحث عن مجالات أخرى لاستخدام الذكاء الإصطناعى وتقديم المزيد من التطبيقات والخدمات بغرض الإستفادة من الإمكانيات الواعدة لذلك العلم.
  • وفى خلال سنوات قليلة، تدل على مدى تطور ذلك العلم انفتحت أبواب التطور على مصراعيها بصورة كبيرة. توازي نهم البشرية وبحثها الدؤوب عن المزيد من إستخدامات الذكاء الإصطناعى والعمل على تغلغله بصورة أكبر في كافة نواحي حياتنا. وكان الدليل الأبرز على القفزات العملاقة في ذلك العلم هو ظهور الروبوت فائق الذكاء (صوفيا) للعلن والذي يتحلى بقدرات متطورة تمكنه من بناء علاقات شبه طبيعية مع البشر.
ونسوق هُنا أمثلة مثل (الروبوتات المتطورة التي توفر وظيفة الرد الآلي، السائق الآلي في السيارات ذاتية الحركة، الجراح الآلي عن تقنية الروبوت الصغيرة التي تسافر داخل الجسم البشرى لمحاربة الامراض وذلك مما يساهم في دقة العمليات الجراحية بنسبة تدنو من 100%، تحديد وجوه الكائنات في الصور مثل كاميرات الهواتف المحمولة، التعرف على وجوه البشر عن طريق مراجعة ملايين الصور المحفوظة لدى الأجهزة الرقمية الذكية)
أنواع الذكاء الإصطناعى

أنواع الذكاء الاصطناعي

  1. النوع الأول/ الآلات التفاعلية.
  2. النوع الثانى/ الذاكرة المحدودة.
  3. النوع الثالث/ نظرية العقل (الذكاء العاطفى الاصطناعي).
  4. النوع الرابع/ الوعي الذاتي (الذكاء الاصطناعي المُدرك للذات).

والآن لنلقي نظرة متفحصة على تلك الأنواع الأربعة مع الوقوف على معنى كل نوع:-

  • النوع الأول/ الآلات التفاعلية:

سمة هذا النوع هو محدودية قدرة الآلات التفاعلية، حيثُ انحصرت قدرتها على تأدية مهامها الأساسية فقط. وهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه علم الذكاء الإصطناعى حيث تقوم الآلات ببعض المُخرجات والتي ترتبط مسبقاً ببعض المُدخلات التي سبق تغذيتها بها. ولا تتضمن أي عملية تعليم ذاتي ومن أمثلة ذلك جهاز الحاسب الآلى الذى تغلب على بطل العالم في الشطرنج جارى كاسباروف.

  • النوع الثانى/ الذاكرة المحدودة:

وهذا النوع حصل تطور لمفهوم علم الذكاء الاصطناعي والذى أصبحت له القدرة على تخزين البيانات مُسبقاً واستخدامها في التوقعات والتنبؤات المستقبلية. ولكن ما يعيب تلك المرحلة الذاكرة المحدودة وأيضاً أصبحت وسائل التعليم الآلى أكثر تعقيداً.

ومن الأمثلة على تلك المرحلة والآلات التي تستخدمها فهى السيارات ذات السائق الآلى أو القيادة الذاتية. والتي يتم تخزين بيانات تتعلق بالطرق والسيارات التي تسلك ذلك الطريق ليمكنها من تحديد أي الطرق تسلك وتحديد ردود الأفعال والقرارات المناسبة لاتخاذها في الظروف المختلفة. حتى أن معظم أجهزة الذكاء الإصطناعى تُعانى حالياً من محدودية الذاكرة مثل تطبيق المساعد الشخصي Google Assistant وروبوتات الدردشة.

  • النوع الثالث/ نظرية العقل (الذكاء العاطفى الإصطناعى):

وهذا النوع يُعتبر مجرد علم نظري أو بمعنى آخر مازال علم قيد البحث والتطوير وهو بمثابة المرحلة المُقبلة مستقبلياً من نظام الذكاء الاصطناعى، يعكف العلماء حالياً على تدشينها وتطويرها. ومن المخطط له في هذا النوع ان الآلات ستكون بمقدورها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي فهم وإستيعاب الكائنات التي تتعامل معها. بل أيضاً معرفة مشاعرهم وإحتياجاتهم وتتعدى ذلك لمعرفة أفكارهم  وخواطرهم.

وسنضرب هنا مثلاً تقريبياً للوقوف على الفروق بين هذا النوع من الذكاء الإصطناعى مقابل النوعين السابقين.

لنتخيل أنى أقود سيارتى لحضور أجتماع ولكن ثمة زحام خانق، أصبح عائقاً عن وصولي لمكان الاجتماع مما أفقدني صوابي. فماذا أفعل في ذلك الموقف؟ أنى سأقوم باللجوء إلى تطبيق Google Maps والذي لن يكون ذو جدوى والذي سيخبرك بأنه ليس هناك طرق بديلة أسرع متاحة. وبالتالي سيعرض علي مُقترح سيكون في الاغلب هو الحل الافضل وهو الإتصال لتأجيل الاجتماع.

ولكن عبر تقنية نظرية العقل سيفهم هذا التطبيق، مشاعري وأفكاري ويساعدنى على تمالك أعصابي وتهدئتى لانة تأكد من انني اخذت قرار فيه اضطرار وهو تأجيل الاجتماع.

وهذا العلم قيد العمل والتجريب والبحث حالياً تحت مسمى الذكاء العاطفي الاصطناعى.

  •  النوع الرابع/ الوعي الذاتي (الذكاء الإصطناعى المُدرك للذات):

وهذا النوع يعتبر في طور التطور حيث أنه يشبه لحد كبير أفلام الخيال العلمى والذى ليس من المُستبعد أن يصل البشر إليه في المستقبل.

أنه الذكاء الإصطناعى المُدرك للذات ولكنه يثير حفيظة وخوف البشر من سيطرة الروبوتات على مقادير الحياة البشرية والتحكم فيها. وأن يصبح البشر عبيداً للآلات التي قاموا بصنعها ولا شك أن الأوضاع كهذه تُمهد الطريق نحو إحتلال الآلات لموقع الصدارة في كوكبنا وتراجعنا إلى مكانة الكائنات المتخلفة المنقرضة.

تعريف الذكاء الاصطناعي - منصة تنقيب

فئات الذكاء الاصطناعي

يندرج علم الذكاء الاصطناعى تحت فئتين أساسيتين هما:-

1- الفئة الأولى/ الذكاء الإصطناعى الضيق أو الضعيف أو التخصصى:

وهو أحد الأنواع التي تحاكي الذكاء في الإنسان وترجع تلك التسمية إلى تركيز هذا النوع على تأدية وظيفة واحدة أو إستخدامه في مجال واحد فقط. ولكن يؤدي دوره بشكل مثالى ويحقق نتائج ممتازة بالرغم من عمله تحت ضغط كثرة القيود.

ومن أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الضيق أو الضعيف أو التخصصى في عالمنا:-

  • خدمة التسويق الالكتروني:

قدم علم الذكاء الاصطناعى طرق مبتكرة للتسويق الإلكترونى (راجع مقالة التسويق الإلكترونى) ومهد الطريق لظهور جيل جديد من المسوقين الإلكترونيين. عن طريق التعرف على الانماط السلوكية للعملاء المحتملين وتوفير الدعاية التسويقية الملائمة.

أيضاً مواقع التجارة الإلكترونية تقوم اليوم بعملية تشبه قراءة الأفكار. حيث تقوم بعرض جميع السلع المشابهة لرغباتنا وتلك العملية في الماضي كانت تستغرق أوقاتاً طويلة في البحث..

  • استكشاف الفضاء:

وفر علم الذكاء الاصطناعي للبشرية قدرات خيالية عن طريق الأقمار الصناعية و إلتقاط صور عالية الدقة لأبعاد لم يتخيل أحد من السابقين أن تبلغها البشرية.

  • تكنولوجيا الـ GPS لتتبع المواقع:

أصبح بمقدور الإنسان عن طريق ذلك التطبيق إنقاذ كثير من الأرواح في الحالات الطارئة مثل الحوادث والحرائق وحالات التهديد والسطو وغيرها. كما وفر الكثير من الوقت والجهد عن طريق معرفة أي شخص الطريق الصحيح للوصول إلى مكان يرغب في التوجه إليه. وكذلك توجيه السيارات ذاتية القيادة آلياً.

  • الرعاية الطبية والصحية:

في مجال الرعاية الطبية والصحية قدم علم الذكاء الاصطناعي خدمات فعالة مثل توقع الأوبئة والأمراض. وايضاً المساهمة في إستنباط ادوية للقضاء عليها أو لقاحات مبتكرة للحد من خطورتها بالإضافة إلى تحليل بيانات المرضى وتوقع أي الأمراض محتمل إصابته بها بناء على تاريخه وتاريخ عائلته المرضي.

  • إستخدام الخوازميات في تحليل الأسهم والأوراق المالية في البورصة:

في عالمنا اليوم نمو الخدمات البنكية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعى بشكل يفوق الخيال. ولذلك قامت البنوك بالاعتماد الراسخ على تلك التقنيات لتوفير المعاملات التي ترضي العملاء. 

حيثُ قدم علم الذكاء الاصطناعي خدمات متعددة، مثل تحليل أسباب الأرباح والخسائر وتوقع حدوثها. كما وفر ميزات أخرى مثل توقع الحالة الاقتصادية للدولة ومتى توافر فرص نجاح الاستثمارات فيها.

كما أنها ساهمت بفاعلية في اكتشاف حالات الاحتيال على البطاقات الإئتمانية (راجع مقالة البطاقات الإئتمانية).

  • الروبوتات متعددة المهام:

مثل التي تجيب على أسئلة العملاء وتقوم بتوجيههم، والروبوتات التي تقوم بدور خدمة العملاء.

  • في مجال الهواتف المحمولة:

قدم علم الذكاء الاصطناعي ابتكارات هامة مثل خاصية التعرف على الوجه وتطبيقات أخرى متنوعة.

  • تحقيق طفرة مذهلة في مجال التعرف على الأنماط السلوكية:

للخروج بنتائج سليمة لتوقع ردود الأفعال البشرية وإعداد الإجراءات الفعالة في مواجهة ردود الأفعال.

  • المساعد الشخصى الصوتى:

يوفر المساعد الشخصي مثل Siri من شركة أبل وأيضاً Google Assistant من شركة جوجل خدمات عديدة ومهمة تُسهل الحصول على خدمات متعددة بأسرع وقت وبأقل مجهود.

  • في مجال اللياقة البدنية:

وفر علم الذكاء الاصطناعي آلات حديثة مثل الساعات الذكية لقياس عدد الخطوات والسعرات الحرارية  ومعدل ضربات القلب وقياس التنفس وغيرها الكثير.

وهُنا وبعد معرفة أهم التطبيقات أو بالاخص الاطلاع على مجالات استخدام علم الذكاء الاصطناعي 

2- الفئة الثانية/ الذكاء الإصطناعى العام أو القوى أو الشامل:

هو نوع آخر من أنواع الذكاء الإصطناعي يتواجد في الآلات والأجهزة الذكية بغرض إكسابها قدرة تكاد تلامس القدرات البشرية. بحيث تتوفر لها القدرة على التصرف ورد الفعل بصورة مثالية تُحاكى تلك القدرات المتوفرة لدى البشر دون اختلافات تذكر.

ولكن هذا الطريق مازال في بدايته صعب وبحاجة إلى بناء شبكات معقدة ومتكاملة في عملها مثل الشبكة العصبية داخل المخ البشرى.

ولذلك نقول أن أمام البشرية طريق طويل ملئ بالصعوبات والتحديات. حتى تصل إلى ما تصبو إليه من استخدامات تطبيقات علم الذكاء الاصطناعي. لأن مجالات تطبيقه حتى الآن وكما أسلفنا القول لا تتعدى المرحلة الأولية، وما تزال هناك عقبات كبيرة في الوصول للمراحل الأكثر تقدماً.

ولكن ما يطمئننا حقاً أن المتخصصين والباحثين في هذا المجال لا يدخرون جهداً في سبيل الوصول إلى ما ترنو إليه البشرية من تقدم في هذا المجال.

وتتفرع تلك الفئة إلى فرعين مازالت البشرية لم تجد لهما سبيلاً بعد هما:

فئات الذكاء الإصطناعى - منصة تنقيب
  • الفرع الأول/ الآلات متعددة المهام في وقت واحد:

وهذا الفرع ما زال في طور البحث وهو يجسد أحلام البشرية النهمة إلى المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والذي يعكف الباحثون حالياً على معرفة كيفية كشف أسراره.

ومن المتوقع مستقبلاً أنه سيكون بمقدور الآلات من خلال البرمجيات الحديثة والإمكانيات المتطورة إحداث تعاملات مع الإنسان بصورة طبيعية. ليس فقط عبر معرفة أحاسيسهم الحالية بل تتعدى ذلك لتوقع نواياهم وخططهم.

وايضا عن طريق تلك الإمكانيات المتطورة تستطيع تلك الآلات الذكية ممارسة والقيام بأعمال متعددة في نفس الوقت متفوقة بذلك على البشر أنفسهم.

 

  •  الفرع الثاني/ الروبوتات التي تتمتع بذكاء إصطناعي ذاتى:

ويعد هذا الفرع هو أقصى طموح للبشرية فيما يُعد في نظر الكثيرين مجرد خيال محض يتوقع فيه البشر أن يتفوق الروبوتات ذات الذكاء الإصطناعى الذاتي على البشر. وأن تحكم تلك الروبوتات كوكب الأرض ومن ثمَ يصير البشر هم الجنس المُهدد بالإنقراض نتيجة تخلفه واحتلال كائنات أرقى منه وأكثر تطوراً وعلماً هي الروبوتات وسيطرتها على مقادير حكم الكوكب وتحديد مصيره.

والواقع أن هذا التخيل ليس مستبعداً أو مستحيلاً كما نراه الآن في ضوء القفزات التكنولوجية الهائلة التي وصل الإنسان إليها.

إن التطورات السريعة المتلاحقة التي يشهدها عالمنا اليوم تجعلنا نتوقع دنو ذلك اليوم. والذى تكون فيه تلك الروبوتات أكثر ذكاء وأقل أخطاء من البشر ومن ثم تقوم بكافة الأعمال الحساسة وإتخاذ القرارات وتترك الأعمال اليدوية والبسيطة للبشر.

وفى الختام، نتساءل عن وظائف الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، في ظل الإنتشار الواسع لتطبيقات الذكاء الإصطناعى ونمو مجالات إستخدامه وتعدد وظائفه ومهامه.

يدفعنا الفضول إلى التساؤل عن:

ماهو مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ وما هي واجباته ووظائفه المستقبلية؟

وهل في مقدروك تخيل إلى أي مدى سوف يصبح متغلغلاً في حياتنا؟

هل ستصبح الروبوتات كيانات مستقلة عن الإنسان أم ستظل رهينة الحاجة إليه؟

هل تتخيل شكل كوكب الأرض إذا ما سيطرت عليه الروبوتات الأكثر تطوراً؟

هل يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج ذكاء اصطناعي؟

هل ستكون أكثر عقلانية ورشداً من الإنسان وتصلح ما أفسده البشر أم ستقوم بينها الحروب والمنازعات الطاحنة على أسباب مشابهة للحرب البشرية؟

هل سيكون ذلك من حسن حظ ذلك الكوكب أم من سوء حظه؟ وكيف سيكون شكل الحياة البشرية حينها؟ 

لا شك أن الإجابة على الاسئلة المطروحة، يستلزم بعض الوقت والكثير من العلم والعمل والاجتهاد ومتابعة كل ماهو جديد دائماً. لاننا ليست على دراية ان كان جيلنا المُعاصر سوف يشهد الاجابات على كل تلك التساؤلات السابقة ام سوف يكتب جيل أخر الاجابة.

This Post Has 2 Comments

  1. ahmed

    هل سيغير الذكاء الإصطناعي العالم نحو الأفضل أم لا؟

    1. Ahmed

      بالتأكيد اذا اُستخدم الذكاء الاصطناعي في حل مشاكل العالم مثل الفقر والمرض والتغير المناخي ذلك سيقود العالم نحو الافضل باذن الله، اما اذا استخدم في تطوير الاسلحة للحروب للاسف سوف يأتي اليوم ونندم اننا قي يوم من الايام عرفنا هذا المجال

اترك تعليقاً